كلمة العدد

 

 

هل ينجح الغربُ في الحيلولة دون المدّ الإسلامي بالإساءة إلى الإسلام؟!

 

 

 

 

 

 

        ظلّ الغربُ الصليبيُّ الصهيونيُّ الفاسدُ الحضارةِ الفاجرُ الثقافةِ يخاف الماردَ الإسلاميَّ منذ أمد بعيد؛ لأنّه يتأكّد في داخله أنّه خالي الوِفَاضِ، وأنه ليس لديه ما يجذب الغيرَ إلى ما يعتقده من مُعْتَقَدات، ويَنْتَهِجه من منهج الحياة، ولذلك بدأ أبناؤه يرتمون في حضن الإسلام؛ ففي مستهلّ العقد الثامن مِنَ القرن العشرين الميلادي أنتجت قناة بريطانية فيلماً عرضته في حلقات متصلة بعنوان: «Sword of Islam» (السيف الإسلامي) لبلورة المخافة من المارد الإسلامي؛ حيث فَاتَحَ الفيلمُ المتفرجين عليه بفقرات مُهَوِّلة من بينها: «Islam is the faster growing religion in the west» (الإسلامُ ينتشر في الغرب بسرعة قصوى).

     و منذ أن سقطت الشيوعية، وأعلنت روسيا على لسان «غوربا تشوف» (1931م-0000) الرئيس الشيوعي السوفياتي الأخير الذي رأس الاتحاد السوفياتي في الفترة ما بين 1985-1991م، والذي أعلن على رؤوس المجتمع الدولي أن الشيوعيّة قد نَفِدَتْ بطاريتُها تخلّيها عن الشيوعية وحلّها للاتحاد السوفياتي وبالتالي إنهاءَها للحرب الباردة التي ظَلَّتْ قائمةً بينها وبين الرأسماليّة الغربيّة بقيادة أمريكا، وذلك في 26/ديسمبر 1991م؛ ظن الغرب أنّ صراعَه مع الاتحاد السوفياتي انتهى؛ ولكنّ صراعه مع «الخطر الأخضر» - وهو الإسلام اشتدّ بشكل أكثر من ذي قبل، بعد ما انتهى الصراعُ مع «الخطر الأحمر» الذي ظلّ يستنفد الشيءَ الكثيرَ من طاقاته على مدى نحو سبعة عقود أوأكثر؛ حيث تأسس الاتحاد السوفياتي يوم 30/ديسمبر 1922م.

     من ثم بدأ الغربُ يحارب الإسلامَ على جبهات كثيرة وبشدّة غير مسبوقة وبأسلوب تقليديّ وغير تقليديّ، علماً منه بأنه لن يحول دون انتشاره السريع المدهش، إذا لم يعترض طريقَه إلى المدِّ في المرحلة التي ظنّها مُبَكِّرَةً. وسَلَكَ الغربُ لذلك طرقاً كثيرةً، من بينها إحداثُ سوءِ الظنِّ بالإسلام ونبيّه عليه الصلاة والسلام، حتى يَتَقَزَّزَ منهما العالمُ والمجتمعُ الإنسانيّ كلُّه، فيزهدَ في هذا الدين الذي عاد يُشَكِّل سيلاً عارماً في الغرب يجتاح نِجَادَه و وِهَادَه. وانطلاقاً من ذلك احتضن كلَّ من أَسَاءَ إلى الإسلام بقوله أو فعله، وشمله بعطقه ولطفه، وأغدق عليه الجوائزَ والوساماتِ، ورفع قامتَه وقيمتَه بالاحتفال به والثناء عليه، وما حديثُ اللعين المدعو بـ«أحمد سلمان رشدي» بن أنيس أحمد رشدي (1947م 0000) الهندي النجار الحامل للجنسية البريطانية ببعيد، ذلك الذي أثار ضجة كبيرة على مستوى العالم الإسلامي في سبتمبر 1988م بكتابه «The satanic verses» (الآيات الشيطانية) الذي أساء فيه إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إساءةً بالغة واستهزأ بالإسلام بأسلوب مثير للغاية، ونظراً إلى السخط الإسلامي العارم الذي عَمَّ العالمَ فرضت عددٌ من الدول بما فيها الهندُ الحظرَ على الكتاب لامتصاص غضب الشعب المسلم في كل مكان على اختلاف المذاهب والطوائف، حتى إن القائد الديني لدولة «إيران» آية الله روح الله الخميني أصدر فتوى بإهدار دم «رشدي» ورَصَدَ جائرةً غاليةً لمن يقتله، وطالت القضيةُ العلاقةَ بين إيران وبريطانيا الذي تمتع «رشدي» بمواطنتها، وتوترت وتأزمت جدًّا؛ ولكنّ الغرب بما فيه بريطانيا لم يُصْدِرْ حتى بياناً ما في استنكار ما صَنَعَه «رشدي» فضلاً عن أن يعلن تَخَلِّيَه عنه وبراءتَه من كلّ ما يَمَسُّ حرمةَ أي نبيّ من الأنبياء؛ بل صَنَعَ ما زاد العالمَ الإسلاميَّ استفزازًا وسخطاً، فأكرمه بجائرة «Knighthood» إلى جانب 27 جائزة كبرى أكرمه بها دول الغرب بما فيها جائزة الكتاب البريطانية للآداب التي حَصَلَ عليها 1981م، وجائزة «توغولوسكي» للآداب السويديّة التي حَصَلَ عليها عام 1992م، وجائزة «آريستون» عن المفوضية الأوربية التي حَصَلَ عليها عام 1996م.

     وكذلك نهضت من الشرق: من «بنغلا ديش» رواية بنغالية مدعوة بـ«تسلميه نسرين» بنت «رجب علي» (1962م 0000) فألفت كتاباً باسم «لَجَّا» (Lajja) أي «الحياء» أصدرته عام 1993م اِسْتَهْزَأَتْ فيه بالإسلام وتعاليمه ونبيّه صلى الله عليه وسلم بأسلوب ساخر متحد أثار المسلمين في كل مكان، وتفجرت في «بنغلاديش» احتجاجات صارخة ضدّها، حتى اضطُرَّتْ الدولةُ بإقصائها عن أرضها مخافةَ سقوط الحكومة من الثورة الشعبية الكاسحة، فاحتضنتها بريطانيا وأمريكا ودولُ الغرب الأخرى، كما تَوَدَّدَتْ إليها عددٌ من الدول الشرقيّة بما فيها الهندُ، مكانَ أن تُبْدِي شجبَها لإساءتها إلى حرمة نبيّ من بني إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهو النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.

     ولتأكيد أنّ الإسلامَ دينُ التشدّد والعنف والإرهاب، وأنّ نبيّه صلى الله عليه وسلم مُعَلِّمُ هذه المعاني ومُخَرِّجُ أمته عليها نَسَجَتِ الصهيونيةُ الصليبيةُ الغربيّةُ مؤامرةَ تفجيرات «نيويورك» ونفذتها يوم 11/سبتمبر 2001م بإحكام منقطع النظير، وحَمَّلَتْ مسؤوليّتَها المسلمين والإسلامَ، وقامت بدعايات مكثفة بأن الإسلام دين الإرهاب وأبناءَه إرهابيّون، وسَيَّرَتْ مقولةَ أن جميع المسلمين قد لايكونون إرهابيين؛ ولكن جميع الإرهابيين هم المسلمون.

*  *  *

     إن تفجيرات أمريكا كانت أسلوباً مُحْكَماً وخُطَّةً دقيقةَ النسج لتكريه الإسلام والمسلمين ونبيّهم صلى الله عليه وسلم إلى الغرب خصوصاً وإلى الأمم والأقوام في العالم عموماً، حتى ينتهوا من الارتماء في حضن الإسلام، من ثم زَامَنَتْها عمليّاتٌ متتابعةٌ مُبَرْمَجَة للتقزيز من الإسلام والاستهزاء بنبيه صلى الله عليه وسلم وإثارة تهم ضدَّه بأنه ونعوذ بالله من ذلك بكل أسلوب يرضاه تعالى كان رجلاً شهوانيًّا وخَرَّجَ أبناءَه على كراهة كلِّ دين وحضارة غير الإسلام وحضارته، بل على محاربة كلِّ ديانة وأبنائها، وسَمَّىٰ ذلك «الجهادَ» أي الحرب المقدسة التي يُثَابُ عليها أتباعُه ثواباً لانهايةَ له.

     واتّخذ الغربُ وأمريكا هذه التفجيراتِ حُجَّةً للانقضاض على الإسلام والمسلمين في حرب تقليدية وغير تقليدية على تعبير «بوش» الابن والتقليديةُ معروفةٌ لدى الجميع وغيرُ التقليدية شملت كلَّ طريقة لمحاربة الإسلام؛ والإساءة إليه؛ والإضرار به؛ والتقزيز منه؛ والتشنيع عليه، والحيلولة دون مدِّه الطاغي وسيله العارم؛ وفرض الحظر على التعليم الإسلاميّ أو تجحيمه على الأقلّ؛ والتشهير الواسع على مدى العالم كلِّه بأنّ جميع المسلمين المُلْتَزِمِين بالإسلام إرهابيُّون مُتَشَدِّدُون لا يقدرون على احتمال غيرهم في أي مكان من المجتمع البشريّ؛ والتأكيد على أن الجمعيّات الخيريّة الإسلاميّة كلّها متعاونة مع الإرهاب والتطرف والتشدّد، وأنها لا تتحرك في مجال الخير إلاّ لتفريخ الإرهاب؛ والاعتقالِ العشوائيّ للشباب الإسلاميّ المُلْتَزِم ومُلاَحَقَتِه بكل طريقة ممكنة؛ والزّج به في السجون والمُعْتَقَلاَت؛ وتعذيبه فيها بأسلوب اقْشَعَرَّتْ منه جلودُ كلِّ الذين شاهدوا بعضَ صور التعذيب التي تمّ تسريبُها وعرضُها على شاشات التلفاز والإنترنت العالميّة، مما أبكى حتى غيرَ المسلمين الذين كانوا لم يفقدوا بقايا من حياة الضمير الإنساني، الذي يرقّ لا محالة للاعتداء الوحشيّ يقع على فرد من بني البشر.

     أمّا ضمنَ الحرب التقليدية، فقد هَجَمَ الغربُ بقيادة أمريكا على كل من «أفعانستان» والعراق وباكستان وعدد من الدول الإسلاميّة والعربية في حرب ساخنة وباردة معاً، وجَعَلَها جحيماً لا تُطَاق على أهلها، وقتل أهلَها بعدد الملايين، وجَرَحَ عددًا لايُحْصَىٰ، وزَرَعَ في ربوعها الخرابَ والدمارَ بشكل غير قابل للتلافي على مدى قرون طويلة، مهما تضافرت الجهود، وتوفّرت الوسائل، وتعاونت المجتمعات البشرية على تلافي الخسائر التي لَحِقَتِ العالمَ الإسلاميَّ من الحرب الأمريكية الغربية الصليبية الصهيونية على ما سَمَّتْه أمريكا والغرب بـ«الإرهاب» أي الإسلام، وعلى «الإرهابيين» أي المسلمين ولاسيّما المُلْتَزِمِين، كما زَرَعَ الغربُ من خلال الحرب على الإرهاب بقيادة أمريكا في ديار الإسلام الطائفيّةَ، وجرثومةَ الحرب الأهليّة غير القابلة للمكافحة، حتى لايُتَاحَ لها أبدًا الأمنُ والسلامُ والتعايشُ السلميُّ والتضامنُ الشعبيُّ. وكلُّ ذلك باسم زرع الديموقراطيّة التي عَرَّفَها كحجر الفلاسقة لعلاج كل مشكلة تُوَاجِه الشعبَ والبلادَ.

*  *  *

     وكما أنَّ مُشْعِلَ الحريق يحترق يداه أو كيانُه كلُّه لا مَحَالَةَ كسنة الله في الأرض كذلك مَسَّ الحريقُ الذي أَشْعَلَتْه أمريكا والغرب ضدَّ الإسلام وأبنائه وديارهم، إيّاهما، ومَصَالِحَهما، وكيانهما، ولحقتهما خسائرُ لا تُعَوَّض، ولاسيما أمريكا التي تولّت كِبْرَ شَنّ الحرب على الإسلام، وحاربت كلاًّ من أفغانستان والعراق بشكل مكشوف، وجميع ديار الإسلام بشكل مستور ومكشوف معاً؛ فإلى جانب خسائر معنوية تجشمت خسائرَ ماليَّةً تكاد تأخذ بتلابيب أمريكا، وتؤدّى بها إلى الإفلاس الذي لا تُفْصِح عنه اليومَ اجتناباً افتضاحَها أمامَ العالم؛ ولكنها ستعلن عنه اليومَ أو غدًا وليس الغدُ ببعيد عندما تفتضح أمامه العالم بشكل تِلْقَائِيٍّ رغمَ محاولتها لإخفاء أمرها، وإلى جانب ذلك تجشمت أمريكا خسائرَ عسكريةً فادحةً بما فيها الأمراضُ الغريبةُ المُعَقَّدَةُ التي أُصِيبَتْ بها قواتُها المُنْسَحِبَةُ من كل من أفغانستان والعراق، والتي جعلت كثيرًا منها تقدم على الانتحار الذي تَزَايَدَتْ حالةُ الإقدام عليه مع الأيام بنحو مُدْهِش لاَفِت؛ ففي حوار صَرَّح مديرُ المخيّم العسكريّ الأمريكيّ «فورت» الجنرال السيد «استيفان تاؤن سيند» أنه انتحر هذا العام 2012م في الفترة ما بين يناير مارس من القوات الأمريكية العائدة من أفغانستان والعراق من يُشَكِّل مُعَدَّل الواحد في كل أسبوع، بينما انتحر في الأسبوع الثالث من مايو 2012م اثنان من القوات معاً، وانتحر منها في العالم الماضي 2011م، 128، وفي عام 2010م 115، وفي إحصائيّة نشرتها وسائلُ الإعلام الأمريكيّة وَرَدَ أنّ 35٪ من المنتحرين من القوات هم أولئك الذين كانوا قد حاربوا على الجبهة في كل من أفغانستان والعراق، وأكَّدَ تقريرٌ عسكريٌّ أنّ العائدين من القوات الأمريكيّة من جبهة المعركة في أفغانستان أو العراق انْتَحَرَ عددٌ وجيه منهم حلال عام أو عامين مُصَاباً بالحالة النفسيّة العجيبة التي حار الأطبّاءُ في تفسيرها والتوصُّل إلى السبب الحقيقي من ورائها.

*  *  *

     وضمنَ الحرب غير التقليدية كَثَّفَ الغربُ الإساءةَ إلى الإسلام وإلى الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم عَبْرَ رسوم كاريكتورية لشخصه صلى الله عليه وسلم، ففي سبتمبر 2005م نشرت صحيفة دنماركية اسمها «Jylands Posten» صورًا كاريكتورية لشخص النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وصَرَّحت الصحيفةُ أن غرضها الوحيد من وراء نشرها هو انتقاد الإسلام، وعند ما نَدَّدَتِ المنظمات الإسلامية الدنماركية بتَصَرُّفِها ذلك، ازداد الغرب إيغالاً في انتقاد الإسلام وإثارة المسلمين بنشر هذه الرسوم مُجَدَّدًا في خمسين دولة أخرى، مما أَزَّمَ العلاقَةَ بين الإسلام والغرب، واحتجّ المسلمون في العالم ضدّ الموقف الغربي الاستفزازي غير الحضاري احتجاجاً صارخاً كاسحاً، وفي شتى الأمكنة أُطْلِقَ الرصاصُ على المحتجين مما أدّى إلى سقوط نحو100 من المسلمين قتلى، إلى عدد كبير من الجرحى، وفي عدد من البلاد تعرضت مباني السفارات الدنماركية لسخط المحتجين، وعَمَّقَ ذلك و وَسَّعَ الخليجَ بين الغرب والبلاد الإسلاميّة؛ حيث إن عددًا منها أعلن مقاطعةَ البضائع الدنماركية، واعتبر رئيسُ الوزراء الدنماركي هذا الوضعَ أخطر من الحرب الكونيّة الثانية، ولكنه هو والغرب كلّه لم يعتذر عن نشر هذه الرسوم المشينة التي أفسدت العلاقةَ بين الغرب والعالم الإسلامي، بحجة أنّ ذلك هو حرية الرأي التي يتمسّك بها الغرب كمبدء ثابت من مبادئه الدستوريّة الحكوميّة.

     إن السخط العام والكراهية الشاملة التي تَعَمَّدَتِ الصهيونيةُ العالميَّةُ والصليبيةُ الغربيّةُ الحاقدةُ إثارته في قلوب الغرب من وراء تفجيرات أمريكا المُـخَطَّطَة، بدأت تؤتي أُكُلَها في كلّ مكان وبكل أسلوب، فالوزارةُ الحربيّةُ في الدول الغربية تُدَرِّب قوّاتِها على الروح الصليبية الصهيونية، وعلى رأسها الوزارة الحربية في أمريكا التي كشفت وسائلُ الإعلام العالميّة منذ شهور بعضَ اللثام عن عدد من الضباط الذين يُدَرِّسون المنسوبين إلى الجيش الكراهيةَ ضدّ الإسلام والمسلمين، ويُعَلِّمُونَهم طريقةَ الهجوم على مكة المكرمة والمدينة المنورة، ونسفِ المُقَدَّسَات الإسلاميّة لدى الحاجة؛ لأن أمريكا والغرب على زعم هؤلاء الضباط العسكريين الأمريكيين في حالة حرب مع الإسلام.

     وإنه لحديث أمس ما صنعه أحد أساقفة الصليبية الأمريكي المدعوّ بـ«تيري جونس» من إعلانه في يوليو 2010م بأنه سيقوم بإحراق نُسَخ القرآن يوم 11/سبتمبر 2011م احتجاجاً على الإرهاب، واستقطب هذا الإعلانُ الاستفزازي اهتمام وسائل الإعلام العالميّة، واستنكره الرأي العامُّ العالميّ، وعندما شاهد الأسقفُ المذكورُ هذا الضغطَ العالميَّ الواسعَ المدى الذي لم يكن بحسبانه، أعلن تأجيلَ برنامجه لاحراق المصحف الكريم. وضدّ هذا الإعلان احتج المسلمون في العالم، وذهب ضحيةَ الاحتجاج نحو عشرين مسلماً، وأَشَدُّ الاحتجاجات في هذا الصدد شَهِدْتها دولة أفغانستان، التي قام المسلمون فيها بمظاهرات احتجاج عنيفة، كان خلالها الهجومُ على بعثة الأمم المتحدة في منطقة «مزار شريف» مما أَدَّى إلى مقتل 30 أفغانيًّا وإصابة 150 من الأفعان؛ ولكن الأسقف الذي جُنَّ جنونُه بالكراهية البالغة ضدَّ الإسلام، لم يَنْتَهِ عن برنامجه الذي قَرَّرَ تنفيذَه، فنَفَّدَه على رغم الرأي العالميّ يوم 20/مارس 2011م؛ ولم يكن موقف الغرب تجاه هذا التصرف الإجراميّ إلاّ الاستهلاك المحليّ، والاستناد إلى العمل بحريّة الرأي؛ ولكن الغرب أقام العالمَ فلم يُقْعِدْه عندما أَقْدَمَ الطالبانُ في فبراير 1997م على هدم تماثيل «بوذا» في جبال «باميان» الأفغانية، ولم يَقُلْ أنّ ذلك عملٌ بحريّة الرأي.

     وكان من تداعيات حرب التكريه ضدَّ الإسلام أنّ القوات الأمريكيّة المُدَرَّبَة على كراهية الإسلام للغاية المُتَنَاهِيَة قامت بإحراق نسخ القرآن الكريم في داخل أفغانستان المسلمة اختبارًا لمدى الغيرة لدى المسلمين الأفغان عشرات المرات، مما أثار المسلمين في العالم عموماً وفي أفغانستان خصوصاً، وقاموا باحتجاجات كبيرة، وقاَبَلَتْها السلطاتُ الأفغانيّةُ العميلة لأمريكا بإعمال العنف مما أَدَّىٰ إلى مصرع 30 من المسلمين الأفغان في منطقة «بغرام» في أوائل عام 2012م وإصابة عدد أكثر من مئتي مسلم، الأمر الذي زاد المسلمين الأفغان سخطاً، وأطالوا الاحتجاجَ ضدَّ القوات الغربيّة الأمريكيّة القابعة في أفغانستان، التي تُمَارِسُ الجرائمَ بأنواعها، بما فيها الإساءةُ إلى القرآن الكريم، فلَقِيَ منهم مرة ثانية 41 فردًا مصرعَهم، إلى جانب إصابة 270 من المسلمين.

*  *  *

     وبما أن الغرب قَرَّرَ إثارةَ المسلمين وإسخاطَهم فَاتِّهَامَهم بأنهم مُتَشَدِّدُون عاملون بالعنف والإرهاب، فلم يكن ليكتفي بعمليّات معدودة أو محدودة من عمليّات الإساءة إلى الإسلام وإثارة المسلمين، وإنما لاَزَالَ يقوم بهذه العمليات باستمرار، ففي يوليو 2012م وضع مُنْتِجُ أفلام صهيوني فيلماً مدة دورانِه 14 دقيقةً على الإنترنت ولاسيما على موقع «You Tube» و وضع عليه ترجمتَه العربيّة في مستهلّ سبتمبر 2012م، وما إن اطّلع عليه المسلمون، حتى اتّقدالعالمُ الإسلاميُّ كلُّه، وخرجوا في جميع بلاد الدنيا على بكرة أبيهم يحتجّون ويصرخون؛ لأنّ الفيلم يشتمل على انتقاد بالغ وإساءة شنيعة للغاية إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والمسلمون يحتملون كلّ شيء من خسارة في الأرواح والممتلكات؛ ولكنهم ليس بوسعهم أن يحتملوا الإساءةَ إلى حرمة النبي الأعظم سيدنا محمد بن عبد الله العربي الهاشمي القرشي صلى الله عليه وسلم الذي يحبونه أشدّ وأكثر من حبهم لأنفسهم ولوالديهم ولأولادهم، ويفدونه بمُهَجهم وأرواحهم، ويَرَوْنَ حقًّا أنّه لاقيمةَ لحياتهم ولكل ما في الدنيا إذا انتهك أحدٌ حَرمتَه صلى الله عليه وسلم وفيهم عرقٌ ينبض وعينٌ تطرف؛ ولذلك تَحوَّلَ العالمُ الإسلاميُّ نارًا تتقد، وقامت في كل أرجائه تظاهراتٌ واحتجاجاتٌ واعتصاماتٌ قَلَّ نظيرُها في الماضي؛ ففي «ليبيا» هجم الشعب على السفارة الأمريكية بمدينة «بنغازي» يوم 12/سبتمبر 2012م (الأربعاء: 24/شوال 1433هـ) وقتل أربعة أمريكيين دبلوماسيين بمن فيهم السفير الأمريكي لدى «ليبيا». ومع انتشار الفيلم عبر الإنترنت ازداد الشعوبُ الإسلاميةُ في مشارق الأرض ومغاربها احتجاجاً ضدَّ أمريكا والغرب المتكبر، ممّا أفزع الدولَ الغربيّةَ وأخافها على رجالها الدبلوماسيين في الدول الإسلاميّة والعربيّة، وغيرهم من المواطنين الموجودين فيها مُوَظَّفِين أو تُجَّارًا أو سُيَّاحاً، وبدأت تلتمس من السلطات وقادة الحكم فيها أن يتخذوا تدابير لصيانة أرواح المواطنين الغربيين، وبادر الرئيس الأمريكي «أوباما» إلى توجيه خطاب إلى قادة الحكم المسلمين طَالَبَهم بأسلوب فيه روح التحدي بأنهم مُطَالَبُون بالحفاظ على المواطنين الأمريكيين؛ حيث قال في خطابه فيما قال: «إنه لا يجوز اتخاذُ فيلم مسيء إلى ديانةٍ ما ذريعةً إلى العمل بالتشدّد والعنف، إننا لن نقبل أن يتمّ شنُّ الهجوم على سفاراتنا في العالم احتماءً بهذا الفيلم؛ إنه يجري الهجومُ العنيفُ على الدبلوماسيين والمواطنين الأمريكيين في العالم، ففي هذه الحالة تحتاج واشنطن إلى مساعدة العالم الإسلامي لصيانة مواطنيها». واكتفي «أوباما» تجاه الفيلم بقوله: إنّه مُخْزٍ، ولم يزد على ذلك بشيء.

     واضْطُّرَتْ فرنسا إلى إغلاق أكثر من عشرين سفارة ومركز ثقافة في عدد من الدول الإسلاميّة والعربية أو اتخاذ تدابير أمنية إضافية حول سفارات ومراكز ثقافية أخرى في العالم؛ لكن رئيس الوزراء الفرنسي أَكَّدَ في الوقت نفسه أنه لن يساوم على حريّة الرأي التي يُقِرُّها الدستور الفرنسيّ. الجديرُ بالذكر أنّ فرنسا هي الدولة الوحيدة بين دول الاتحاد الأوربي الذي يكثر فيه السكان المسلمون الذين يُشَكِّلون نسبة 10٪ بين مجموع السكّان.

     واكتسحت موجةُ الاحتجاج الغاضب العالمَ كلَه، وذهب ضحيتَه كثيرٌ من الأرواح، ففي مصر وتونس والسودان وقع اشتباك بين المحتجين ورجال الأمن، أَدَّىٰ إلى مقتل 9 أشخاص، وفي 18/سبتمبر 2012م، فَجَّرَتْ سيدةٌ نفسَها في «كابول» العاصمة الأفغانية وأَدَّى ذلك إلى احتراق سيّارة ومقتل 12 نسمة بمن فيهم 8 أوروبيين، واضطرت البلادُ الغربيّةُ إلى اتخاذ تدابير أمنيّة إضافيّة نظراً لتفجر الوضع ضدَّها.

     كلّ ذلك حدث ويحدث، والعالم يكاد يحترق بحريق سخط الشعب المسلم؛ ولكنّ الغرب لايسعه حتى استنكارٌ مُجَرَّدٌ لهذا الفيلم ومنتجه والمشرف عليه ومُخَطِّطه بحجة أن إنتاجه ونشره عملٌ بحريّة الرأي، والتنديدُ به عملٌ مُضادٌّ لهذه الحرية التي هي أقدسُ لديه من كل شخص مُقَدَّس ولو كان سيّدَ الأنبياء وخاتمَ النبيين وسيّدَ وُلْدِ آدمَ؛ ولكن ازدواجيّة الغرب وأمريكا تجاه الإسلام والمسلمين تَتعَرَّىٰ عندما لايسمحان لأحد في العالم بأن يتحدّى حقيقةَ تعرّض اليهود لمجزرة «هتلر» التي ذهب ضحيتها كما يزعمون مئات آلاف من اليهود. إن تحدى هذه الحقيقة التي آمنوا بها يُعْتَبرُ جريمةً قانونيّةً في كثير من الدول الغربيّة، لا يُغْتَفَرُ من يقدم على التحدّي. وكذلك الإساءة في وسائل الإعلام إلى المسيحيّة مفروض عليها الحظَرُ قانونيًّا في كثير من الدول، وحتى إن الصحيفة الدنماركية التي نشرت الرسومَ الكاريكتوريةَ ضدَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان رئيس تحريرها امتنع عن نشر الرسوم المسيئة إلى المسيحيّة كما ذكرت ذلك صحيفة «غارجيان».

     إنّ حريّة الرأي شيء عجيب في الغرب لايكاد يدرك كنهَها الإنسانُ مهما كان عاقلاً، حيث يرى أن العالم يحترق، والمخاوف تَتَدَلَّىٰ على رؤوس أبنائه كالسيف المُصْلَت؛ ولكنه لا يرضى أن يَنْبُسَ ببنتِ شفة في الاعتذار عما قام به السفهاءُ من أبنائه من الإساءة إل ديانة كبرى في العالم مثل الإسلام وإلى أقدس وأعظم شخصيّة لدى المسلمين مثل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم؛ فقد أبدت المُمَثِّلَةُ العاملة في الفيلم السيدة «سينديلي غريشيا» مخاوفَ شديدةً على نفسها، رافعةً الدعوى ضدّ منتجه وضد موقع «يوتيوب» إلى المحاكم في «لاس إينجلس» الأمريكية، مُلْتَمِسَةً منها أن تُصْدِرَ القرارَ العاجلَ بفرض الحظر على الفيلم، مُؤَكِّدَةً أن منتجه قد خدعه؛ حيث إنه غَيَّرَ فيه ونَقَصَ منه وأَضَافَ إليه، ولم يُصَرِّح لها لدى إنتاجه أنه ضدَّ الإسلام ونبيّه. والتهمةُ نفسُها وَجَّهها إلى منتج الفيلم «نكولاباسيلي»  الصهيوني - الذي زُجَّ به من ذي قبل في السجن لاتّجاره بالمخدّرات ولغشه في المعاملات المصرفيّة المسيحي القبطي المصري «جوزف نصر الله» الذي تم إنتاج الفيلم في الأستوديو الذي يملكه.

*  *  *

     إن الفيلم أكّد مرة أخرى العداءَ السافرَ الشديدَ الذي يُنَاصِبُه الغربُ ضدَّ الإسلام، ولاسيّما لأنّه لم يكتف بأنه لم يعتذر عنه إلى المسلمين الذين جُرِحَتْ مشاعرهم منه لحدّ لايُوصَفُ، بل أصرَّ على ممارسة مزيد من الإساءة إلى الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم لكي يزيد الطينَ بلّةً والطنبورَ نغمةً؛ ففي فرنسا نشرت جريدة «تشارلسي هيبدو» الأسبوعية بعد نشر الفيلم المشين وتفجر الوضع في العالم بالسخط الإسلامي العارم، رسوماً كاريكتورية أخرى استهزاءً بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم، وعندما تَدَهْوَرَ الوضعُ في فرنسا وفي دول أخرى صَرَّح رئيسُ تحرير الجريدة «إستيفان تشاربونئار» بأنه ينشر صورًا كاريكتورية لكل أحد بمن فيه النبي وغيره، وأنه يظلّ يسير سيرتَه فيما يأتي من الأيام ولن ينحرف عن سيرته. وقد أفادتِ الأنباءُ أن الرسوم سَيِّئَةٌ ومثيرةٌ للغاية؛ لأن فيها رسوماً صَوَّرَتِ النبيّ على زعم الرسّام عارياً إيغالاً في الاستهزاء.

     وفي «لندن» نشرت مجلةُ «نيوز ويك» قصةً وضع عنوانَها «سخط المسلمين» اشتملت على الحديث المثير عن وقائع الاحتجاجات ضدَّ الفيلم المشين، وقالت الأنباءُ: إن العنوان اعتبره المسلمون في أوربّا مثيرًا لسخط المسلمين بشكل أشدّ. وكان لايجوز أن يُتَّخَذَ مثلُ هذا العنوان وهذه القصّةُ في مثل هذا الوضع المتفجر الذي أدّى إليه نشرُ الفيلم.

     وفي لندن نفسها صَرَّح مُؤَلِّف «الآيات الشيطانية» اللعين «أحمد سلمان رشدي» مستغلاً هذا الوضعَ السَيِّءَ أنه سيضع كتاباً آخر أشدّ إثارة من الآيات الشيطانية إذا أتيحت له الفرصة، مضيفاً في وقاحة بالغة: إن الإساءة إلى نبي الإسلام حاجةُ الساعة ومُقَتَضَى الوقت، حتى لايسع الدينَ أن يفرضَ الحدَّ على حريّة الرأي والفكر.

     وفي أمريكا سمحت السلطاتُ والمحاكمُ بتعليق إعلانات استفزازية ضدَّ المسلمين، وُصِفَ فيها المسلمون بأنهم وحشيّون مُتَطَرَّفُون، كما وَرَدَ فيها «إنكم مُطَالَبُونَ بالوقوف بجانب إنسان متحضر في معركة قائمة بين الإنسان المُتَحَضِّر والإنسان الوحشيّ، فقِفُوا بجانب إسرائيل، إيقاعاً للهزيمة بالجها». وقد كانت السلطات الأمريكيّة منعت السيدةَ «باميلا غيلار» - التي كانت قد قادت من ذي قبل حركةَ الحيلولة دون إقامة مركز إسلامي بجانب موقع مبنى التجارة العالمي بـ«نيويورك» - من تعليق تلك الإعلانات بدليل أن الوضع مُتَأَزِّمٌ للغاية من أجل نشر الفيلم المسيء للإسلام؛ ولكنها رفعت الطلبَ للحصول على السماح القانونيّ إلى المحاكم التي سَمَحَتْ لها بذلك، وهي عازمة على تعليق هذه الإعلانات الاستفزازيّة في مواقع شعبيّة عامّة بدءًا من يوم الاثنين: 6/ذوالقعدة 1433هـ = 24/سبتمبر 2012م. وكانت هذه الإعلاناتُ قد عُلِّقَتْ من ذي قبل في مدينة «سان فرانسيسكو» على حافلات النقل الجماعي، فَنَدَّدَ بها كثيرٌ من الأمريكيين الذين غَيَّرُوا فيها بأقلامهم، وشطبوا منها كلمةَ «الجهاد» و«الحرب المقدسة».

*  *  *

     وفي هذا الوضع أحسنت الدولُ الإسلاميَّةُ التي أمرت بإغلاق مواقع الإنترنت العارضة لهذا الفيلم المشين، بما فيها المملكة العربية السعودية وباكستان التي أمرت بإغلاق مئات من المواقع الإنترنيتية التي تسيئ إلى الإسلام وإندونيسيا وليبيا وماليزيا ومصر العربية وغيرها.

     ولقد أحسنت المملكةُ العربيّةُ السعوديّةُ وهي تتمتّع بمكانة القلب الخفّاق منَ العالم الإسلاميّ كله عندما سَجَّلَتْ احتجاجاً صارخاً ضدّ أمريكا على سماحها بصدور مثل هذا الفيلم الفاضح لكل من سَاهَمَ في إنتاجه وصدوره، وطالبتها بالعمل بالوعد الذي قَطَعَتْه على نفسها فيما يتعلّق باحترام الأديان بمناسبة مؤتمر الحوار بين الديانات في «مدريد» وقد اعتبر وزيرُ الخارجيّة السعوديّ سموّ الأمير سعود الفيصل/ حفظه الله الفيلمَ الغايةَ في الإثارة والاستفزاز وجرح مشاعر المسلمين، مُؤَكِّدًا أنّ المملكة لن تحتمل الهجماتِ المسيئةَ إلى الإسلام، وأمريكا مُطَالَبَةٌ باعتقال وعقاب جميع المساهمين في إنتاج الفيلم وتمثيله وتصويره. (انقلاب الأردية، ممباي/ميروت، العدد 260، السنة 75، 18/سبتمبر 2012م = 30/شوال 1433هـ).

     وأحسن إمام الحرم المكي فضيلة الشيخ صالح بن محمد الطالب الذي نَدَّدَ بالفيلم في خطبته التي ألقاها يوم الجمعة: 3/ذوالقعدة 1433هـ = 21/سبتمبر 2012م، واستنكر حريّة الرأي الجامحة التي تجرح مشاعر المسلمين، وتسيئ إلى أي ديانة ولاسيّما الإسلام، واستنكر الازدواجيةَ التي يَتَبَنَّاها الغربُ، حيث يُحَرِّم أيَّ انتقاد لليهود فيما يتعلق بـ«هولو كاست» - المجزرة - التي نَفَّذَها «هتلر» ضدّ اليهود؛ ولكنّه يُصِرُّ على الإساءة إلى الإسلام بحجة العمل بحرية الرأي.

     كما نستحسن ما قرأناه في الصحف الهندية يوم الخميس: 9/ ذوالقعدة 1433هـ = 27/سبتمبر 2012م، من أن منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 56 دولة إسلاميّة طالبت الأمم المتحدةَ بوضع قانون صارم للمنع من الإساءة إلى الإسلام؛ حيث يوجد في الدول الغربية قانون يمنع من الإساءة إلى اليهود ومن إنكار «هولو كاست».

     ولا شكّ أنّ إثارة المسلمين بأساليب كثيرة سلاحٌ من الأسلحة الماضية التي يستخدمها الأعداء للإضرار بالإسلام والمسلمين، والتي كَثَّفُوا استعمالَها منذ أحداث 11/سبتمبر 2001م، التي خَطَّطَها ونَفَّذَها اليهودُ الصهاينةُ بتكاتف مع المسيحيين الصليبيين، وسيظلّون يستخدمونها للنيل من الإسلام والمسلمين: «وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُوْدُ وَلاَ النَّصَارَىٰ حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ» (البقرة/120) ويَمْكُرونَ ويَمْكُر اللهُ واللهُ خَيْرُ الْـمَاكِرينَ» (الأنفال/30).

 

(تحريرًا في الساعة 10/ من صباح يوم الخميس 9/ذوالقعدة 1433هـ = 27/سبتمبر 2012م)

نور عالم خليل الأميني

nooralamamini@gmail.com

 

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، ذوالحجة 1433 هـ = أكتوبر - نوفمبر 2012م ، العدد : 12 ، السنة : 36